Citio Logo
ميدان أورتاكوي
أخرى

٢٠ يونيو ٢٠٢٥

ميدان أورتاكوي

ميدان أورتاكوي مليء بأمثلة فريدة من العمارة المدنية العثمانية في القرن التاسع عشر ويمكننا حتى أن نسميه متحفاً في الهواء الطلق لأنه يضم العديد من المباني التاريخية مثل مسجد أورتاكوي، وهو واحد من المباني الأيقونية في إسطنبول، نافورة داماد إبراهيم باشا، نافورة حميدية (نافورة السقا)، حمام أورتاكوي وكنيسة آيوس فوكا. هناك باعة متجولون، مقاهي ومطاعم في الميدان حيث يمكنك شراء أطعمة الشارع مثل الكستناء المشوي، الذرة أو الشاي.


يقع ميدان أورتاكوي على طول شاطئ البوسفور الخلاب، ويقف كدليل على النسيج الغني للتاريخ والثقافة العثمانية. كل بناء ضمن هذا الميدان التاريخي يروي قصصاً عن عصر مضى، ويعكس آثار أقدام السلاطين، الوزراء، والعامة على حد سواء.


يُعتبر مسجد أورتاكوي، الذي يمثل مثالاً رائعاً على العمارة الباروكية، جوهرة تاج الميدان. مناراته الرقيقة تخترق السماء، مكونة صورة ظلية ساحرة على خلفية مياه البوسفور المتلألئة. هذا المعمار المذهل الذي تم تكليفه من قِبل السلطان عبد المجيد في القرن التاسع عشر، يدهش الزوار بزخارفه المتقنة وقببه الرشيقة.


بجوار المسجد تقف نافورة داماد إبراهيم باشا الأنيقة، وهي شهادة على تقليد العثمانيين في الكرم والرفاهية الاجتماعية. بنيت هذه النافورة تخليداً لذكرى داماد إبراهيم باشا، الوزير الأعظم وزوج ابنة السلطان أحمد الثالث، وكانت بمثابة مورد حيوي للماء العذب للمسافرين والسكان المحليين.


نافورة حميدية، المعروفة أيضاً باسم نافورة السقا، تعتبر رمزاً للامتنان للسلطان عبد الحميد الثاني. هذه النافورة المزخرفة، المزينة بالنقوش المعقدة والزخارف العربية، كانت تقدم الماء العذب للمسافرين المرهقين وحيواناتهم، موفرة قسطاً من الراحة من شوارع إسطنبول المزدحمة.


وسط هذه الروائع المعمارية يقع حمام أورتاكوي، وهو شاهد على ثقافة الاستحمام العثمانية. كان هذا الحمام التاريخي مركزاً للنشاط الاجتماعي والاسترخاء، ويقف الآن كشاهد صامت على الطقوس والتقاليد التي مرت عبر الزمن.


بين صدى التاريخ، تقف كنيسة آيوس فوكا شاهداً على التراث الثقافي المتعدد لمدينة إسطنبول. تم بناؤها في الأصل ككنيسة بيزنطية، ومرت بالعديد من التحولات على مر القرون، مما يعكس تغيّر الفتوحات وتبادل الثقافات.


بينما يتجول الزوار خلال ميدان أورتاكوي، يتم احتواؤهم في رحلة حسية عبر الزمن. تفوح رائحة الكستناء والذرة المحمصة في الهواء، وتمتزج مع الأذان الذي يتردد صداها من المآذن أعلاه. يبيع الباعة المتجولون بضاعتهم، ويقدمون مجموعة متنوعة من الطعام التقليدي والحرف اليدوية المتقنة.


تنتشر المقاهي والمطاعم في الميدان، داعية الزوار للتوقف قليلاً والاستمتاع بنكهة تراث إسطنبول الطهوي. هنا، بين سحر التاريخ في ميدان أورتاكوي، يندمج الماضي والحاضر في سيمفونية من المشاهد، الأصوات، والنكهات، مما يقدم لمحة عن روح هذه المدينة النابضة بالحياة.

ميدان أورتاكوي | Citioapp